{كأنهم يوم يرونها} أي يرون القيامة{لم يلبثوا إلا عشية أو ضحاها} العشية من الزوال إلى غروب الشمس ،والضحى من طلوع الشمس إلى زوالها ،يعني كأنهم لم يلبثوا إلا نصف يوم ،وهذا هو الواقع لو سألنا الان كم مضى من السنوات علينا ؟هل نشعر الان بأنه سنوات أو كأنه يوم واحد ؟لا شك أنه كأنه يوم واحد .والإنسان الان بين ثلاثة أشياء: يوم مضى فهذا قد فاته ،ويوم مستقبل لا يدري أيدركه أو لا يدركه ،ووقت حاضر هو المسؤول عنه ،وأما ما مضى فقد فات وما فات فقد مات ،هلك عنك الذي مضى ،والمستقبل لا تدري أتدركه أم لا ،والحاضر هو الذي أنت مسؤول عنه .نسأل الله تعالى أن يحسن لنا العاقبة ،وأن يجعل عاقبتنا حميدة ،وخاتمتنا سعيدة إنه جواد كريم .