وسوف يلتقيها كل الناس ،فيخيّل إليهم أنها قريبة إليهم بشكلٍ مثير{كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُواْ إِلاَّ عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا} ،حيث لا يرون الدنيا التي مرَّت بهم إلا بمقدار عشية مرَّت عليهم سريعاً ،أو بمقدار وقت الضحى الذي ينتهي بسرعة ،ليواجهوا ،بعد ذلك ،الموقف الكبير الضخم ،الذي يصغر أمامه كل شيء .
وفي ضوء ذلك ،لا بدّ للإنسان من أن يدخل في عملية مقارنةٍ بين الدنيا ،التي هي في حجم العَشِيّة أو ضحاها ،وبين الآخرة التي هي في حجم الزمان كله ،الذي لا ينتهي في آفاق الأبد اللاّنهائي ،ليعرف كيف يكون عمله ،وكيف تكون نظرته إلى المستقبل ،بقلبٍ مفتوحٍ وعينٍ بصيرة ؟