{يا أيها الإنسان} المراد بالإنسان هنا قيل: هو الكافر ،وقيل: الإنسان من حيث هو إنسان ؛لأن الإنسان من حيث هو إنسان ظلوم جهول ،ظلوم كفار{إن الإنسان لظلوم كفار} [ إبراهيم: 34] .فيقول الله عز وجل:{يا أيها الإنسان} ويخاطب الإنسان من حيث هو إنسان بقطع النظر عن ديانته{ما غرك بربك الكريم} يعني أي شيء غرك بالله حيث تكذبه في البعث ،تعصيه في الأمر والنهي ،بل ربما يوجد من ينكر الله عز وجل فما الذي غرك ؟!قال بعض العلماء: إن قوله تعالى:{ما غرك بربك الكريم} إشارة إلى الجواب ،وهو أن الذي غر الإنسان كرم الله عز وجل وإمهاله وحلمه ،لكنه لا يجوز أن يغتر الإنسان بذلك فإن الله يملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته ،إذاً ما غرك بربك الكريم ؟الجواب: كرمه وحلمه هذا هو الذي غر الإنسان وصار يتمادى في المعصية في التكذيب ،يتمادى في المخالفة