الربا: الزيادة ،ومعناه هنا الفائدة التي تؤخذ على المال .
أضعافا مضاعفة: زيادات متكررة .
في هذه الآية الكريمة ينهانا الله عن التعامل بالربا ،كما كانت تفعل اليهود وأثرياء المشركين ،فيقول: أيها المؤمنون ،لا تأكلوا الربا في إسلامكم بعد أن هداكم الله ،كما كنتم تفعلون في جاهليتكم .وكانت طريقة التعامل بالربا في الجاهلية ،أن يكون للرجل مال على آخر إلى أجل ،فإذا حلّ الأجل طلبه من صاحبه ،فيقول المدين: أجّلْ دَينك وأزيدك عليه .فيفعلان ذلك .هذا هو الربا أضعافا مضاعفة ،وهو الذي يسمى الآن الربا الفاحش أو الربا المركّب ،ويسمى أيضاً ربا النسيئة .
وهناك نوع آخر من الربا هو ربا الفضل ،وهو الذي ورد النهي عنه بالحديث الشريف: «لا تبيعوا الذهب بالذهب إلا مثلا بمثل ،ولا تبيعوا الورق بالورق إلا مثل بمثل سواء بسواء ،ولا تشفوا بعضه على بعض ،إني أخشى عليكم الرماء ،يعني الرباء » ومعنى لا تشفوا: لا تزيدوا .
وهذه أول آية نزلت في تحريم الربا .وهو بلاء كبير وشر عظيم ،وطالما هدم بيوتاً ودمر مجتمعات .وقد بلغ درجة من الفظاعة في الجاهلية حتى ألجأ بعض الناس أن يرهنوا زوجاتهم لدائنيهم .لهذا حرّمه الإسلام وشدّد في منعه ،ولذلك رافق الآية تهديد ظاهر وأمر صريح .فقال تعالى:{واتقوا الله لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} أي: أطيعوا فيم نُهيتم عنه من التعامل بالربا كيما يكون ذلك سبب فلاحكم في دنياكم وسعادتكم في الآخرة .