كذلك سخّر لكم جميع ما في السموات وما في الأرض ليوفّر لكم منافعَ الحياة ،وكل هذه النعم آياتٌ تدلّ على قدرته تعالى لقومٍ يتفكّرون في صنائع الله القدير .
ناظرَ طبيبٌ نصراني من أطباء الرشيد عليّ بن الحسين الواقدي المَرْوَزِيَّ ،في مجلس الرشيد فقال له: إن في كتابكم ما يدلّ على أن عيسى بن مريم جزءٌ من الله تعالى ،وتلا قوله:{إِنَّمَا المسيح عِيسَى ابن مَرْيَمَ رَسُولُ الله وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إلى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ} [ النساء: 171] .
فقرأ الواقدي قوله تعالى:{وَسَخَّرَ لَكُمْ مَّا فِي السماوات وَمَا فِي الأرض جَمِيعاً مِّنْهُ} ثم قال: إذنْ يلزم أن تكونَ جميع تلك الأشياء جزءاً من الله !فانقطع الطبيب وأسلم .وفرح الرشيد بذلك فرحاً شديدا ،ووصَل الواقديَّ بصلةٍ فاخرة .