وسُيرت الجبال: زالت عن أماكنها .
سرابا: السراب ما يرى في نصف النهار كأنه ماء وهو خيال ليس بشيء ،وكذلك تسير الجبال .
وزالت الجبالُ عن أماكنها وتفتَّتَتْ صخورُها وذهبت هَباءً كالسراب .فالآخرةُ عالم آخر غير عالم الدنيا التي نحن فيها ،فنؤمن بما ورد به الخبر عنها
ولا نبحث .فالنشأةُ الأخرى قد تكون غير هذه الحياة فتكون السماء بالنسبة إلينا أبوابا ندخُل من أيها شئنا بإذن الله .وقد يكون معنى تفتُّح السماء ما عنى بقوله: إذا السماءُ انشقّت ..إذا السماءُ انفطرت ..يوم تَشَقَّقُ السماءُ بالغمام ..يعني يومَ يقعُ الاضطراب في نظام الكواكب ،فيذهب التماسُك بينها ولا يكون فيها ما يسمّى سماء إلا مسالكَ وأبواب لا يلتقي فيها شيء بشيء ،وذلك هو خرابُ الكون .
وقد ذُكر زوالُ الجبال في القرآن في عدة آيات منها قوله تعالى{وَحُمِلَتِ الأرض والجبال فَدُكَّتَا دَكَّةً وَاحِدَةً} [ الحاقة: 14] .
وقوله:{وَتَكُونُ الجبال كالعهن المنفوش} [ القارعة: 5] ،وقوله{وَبُسَّتِ الجبال بَسّاً فَكَانَتْ هَبَآءً مُّنبَثّاً} [ الواقعة: 5 ،6] .