تلهّى: تتغافل عنه .
فأنتَ تتلهّى عنه وتتشاغل بهؤلاء الزعماءِ الّذين لا يؤمنون ولا فائدةَ منهم ،لأنّ أكثَرهم جحدةٌ منصرفون إلى المادة .لقد ألْهَتْهُم هذه الحياة الدنيا ،فلا ينبغي الانصرافُ إليهم ،والتصدّي لهم لمجرد الطمع في إسلامهم حتى يتبعَهم غيرُهم .
إنّ قوة الإنسان في حياةِ قلبه وذكاء لبّه ،والإذعانِ للحق إذا ظهر ،أما المالُ والعصبة والنَسب والأعوان والمراكز والتيجان ،فهي كلها عوارٍ تغدو وترتحل ،ولا يدوم ويبقى إلا العملُ الصالح .
وفي هذا تأديبٌ من اللهِ تعالى لأمةِ محمد صلى الله عليه وسلم .ولو تأدّبوا به لكانوا اليوم أرشدَ الأمم .