{وهو الذي أنشأ لكم السمع والأبصار والأفئدة قليلا ما تشكرون ( 78 ) وهو الذي ذرأكم في الأرض وإليه تحشرون( 79 ) وهو الذي يحيي ويميت وله اختلاف الليل والنهار أفلا تعقلون( 80 )} [ 78-80] .
الآيات موجهة للسامعين بصيغة الجمع المخاطب في معرض التذكير والتنديد: فالله هو الذي أنشأ فيهم قوى السمع والبصر والعقل فكان ينبغي عليهم أن يشكروه على هذه النعم باستماع الحق ورؤية الحق وإدراكه بعقولهم ،ولكنهم قلّ أن يفعلوا ذلك .وهو الذي خلقهم ونمّاهم في الدنيا وإليه مرجعهم في الآخرة .
وهو الذي يحيي ويميت وهو الذي قدر الليل والنهار ليخلف أحدهما الآخر ،فهلا تعقّلوا وأدركوا قدرته عليهم وانتهوا من غفلتهم وعدم حسبانهم العاقبة ؟.
وأسلوب الآيات يسوغ القول: إن الخطاب موجه بخاصة إلى الكفار ،وتكون الآيات والحالة هذه استمرارا في الحملة التنديدية والإنذارية السابقة لها .
وقد يلحظ أن مثل هذه الآيات قد تكرر أكثر من مرة ؛حيث يبدو أن حكمة التنزيل اقتضت تكرارها بأساليب متنوعة لتكرر المواقف المماثلة أو تجددها ،شأن معظم القصص القرآنية بل وكثير من الفصول الحجاجية أو التي احتوت التنبيه على مشاهد عظمة الله وقدرته في خلقه وكونه .