{بل آتيناهم بالحق وإنهم لكاذبون( 90 ) ما اتخذ الله من ولد وما كان معه من إله إذا لذهب كل إله بما خلق ولعلا بعضهم على بعض سبحان الله عما يصفون( 91 ) عالم الغيب والشهادة فتعالى عما يشركون ( 92 )} [ 90-92] .
في الآيات استدراك تقريري بمثابة رد آخر على الكفار:
1- فالقرآن إنما جاء بالحق وهو تقرير الربوبية لله وحده .
2- وهم كاذبون في نسبة الولد والشريك له ؛لأنه ليس في حاجة إلى ولد أولا ،ولو كان معه شريك لتنازع معه الملك والخلق ولعلا أحدهما على الآخر ،وهو محال في العقل والمنطق ثانيا .فتقدس الله وتنزه عما يصفونه به وينسبونه إليه وهو المحيط علمه بكل شيء ما ظهر وما خفي ،وما مضى وما حضر ،وما هو في المستقبل الغائب ،وتعالى عن كل ما يشركه معه المشركون .
والآيات متصلة بالسياق اتصالا وثيقا كما هو واضح .والرد الذي احتوته على ما يفترض أن المشركين يقولونه من أنهم يعترفون بالله وقدرته وربوبيته ،ومن أنهم إذا أشركوا معه غيره فإنما يشركونه للشفاعة .وفي الرد أسلوب برهاني منطقي من شأنه إفحام المكابر المجادل كما هو المتبادر .