90 - بَلْ أَتَيْنَاهُم بِالْحَقِّ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ .
بل جئناهم بالقول الحق ،والدليل الصدق ،والإعلام الثابت ،بأنه لا إله إلا الله ،وأقمنا الأدلة الصحيحة القاطعة على ذلك ،وإنهم مع ذلك لكاذبون في إنكار الحق ،والإصرار على عبادة الأصنام ،وإنكار البعث ،وإنكار نبوة محمد صلى الله عليه وآله وسلم .
وقال القرطبي: وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ .في قولهم: إن الملائكة بنات الله .1 ه .
وإذا تأملت وجدت أن المشركين لا يكابرون ،ولا يعبدون الأوثان ،أو ينكرون نبوة محمد صلى الله عليه وآله وسلم عن دليل وبرهان ،وإنما اتباعا لآبائهم وأسلافهم الحيارى الجهال .
وإذا أعدت النظر في الآيات ،وتأملت تكرار كلمة: قل بهذا الأسلوب القوي المتحدي ،علمت منها جواز جدال الكفار ،وإقامة الحجة عليهم ،والتدليل على أن من ابتدأ بالخلق والاختراع ،والإيجاد والإبداع ،هو المستحق للألوهية والعبادة .
وتذييل الآيات بقوله تعالى: أفلا تتذكرون .أفلا تتقون .إن كنتم تعلمون .فأنى تسحرون .يعد حملة شديدة على المشركين للإقلاع عما هم عليه من الشرك ،إذ كيف تقبل عقولهم عبادة أحد مع الله مع اعترافهم الصريح بأن الله هو المالك للخلق المدبر له .