{ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض وسخر الشمس والقمر ليقولن الله فأنى يؤفكون 61 الله يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر له إن الله بكل شيء عليم 62 ولئن سألتهم من نزل من السماء ماء فأحيا به الأرض من بعد موتها ليقولن الله قل الحمد لله بل أكثرهم لا يعقلون 63 وما هذه الحياة الدنيا إلا لهو ولعب وإن الدار الآخرة لهي الحيوان 1 لو كانوا يعلمون 64} [ 61-64] .
عبارة الآيات واضحة ،والمتبادر أنها متصلة بموقف الجدل والحجاج الذي حكته الآيات السابقة للفصل السابق مباشرة .وأن ضمير الجمع الغائب راجع إلى الكفار .وهكذا يعود السياق فيتصل ببعضه بعد الفصل الانتقالي ،ويجعل هذا الفصل غير منقطع عنه .وقد احتوت تنديدا بالكفار وبيانا لتناقضهم في عدم الإخلاص لله وحده ومكابرتهم في الدعوة إليه واستعجال عذابه مع أنهم يعتقدون أنه خالق السماوات والأرض ،ومسخر الشمس والقمر ،وباسط الرزق ومضيقه ،ومنزل الماء من السماء ،ومحيي الأرض بعد موتها .والآية الثانية وإن جاءت كأنها منفصلة فروح الآيات تلهم أنها منسجمة موضوعا وسياقا معها .وفي النظم القرآني أمثلة كثيرة من ذلك مر كثير منها في السور السابقة .والمتبادر أن الآية الرابعة هي بقصد إعظام شأن الآخرة والترغيب فيها والترهيب منها .فالسعادة الحقيقية والشقاء الحقيقي فيها ؛لأنها أبدية خلافا للدنيا القصيرة الأمد والمتاع .
ولقد احتوت السور السابقة ما احتوته هذه الآيات وعلقنا عليها بما رأينا فيه الكفاية فلا نرى ضرورة للإعادة والزيادة .