( 10 ) الحواريون: هذه الكلمة تأتي هنا لأول مرة .وقد تكررت في سورتي الصف والمائدة والكلمة على رأي جمهور المفسرين عربية الأصل والمعنى مع اختلاف في التخريج ؛حيث قيل إنها من الحور وهو البياض ؛لأن الحواريين كانوا يلبسون الثياب البيضاء .أو من الحواري وهو لباب الدقيق وخالصه .وأطلقت هذه الكلمة عربيا ومجازا على صفوة أخصاء الشخص وخالصتهم .وقد يعني ( الحواري ) النظيف النقي .ومن ذلك إطلاق الحوارية والحواريات على النساء الحضريات لخلوص ألوانهن ونظافتهن .واستنتج بعضهم أنها بمعنى النصير لحديث صحيح رواه الشيخان والترمذي جاء فيه: ( إن النبي صلى الله عليه وسلم لما ندب الناس يوم الأحزاب كان الزبير بن العوام رضي الله عنه أول الملبين مرة بعد مرة فقال النبي صلى الله عليه وسلم لكل نبي حواري وحواري من أمتي الزبير ) .
ولقد أرجع بعض الباحثين الكلمة إلى ( حوارا ) الآرامية بمعنى الأبيض .وقالوا: إنها دخيلة على اللغة العربية .واللغة الآرامية واللغة العربية من أصل واحد فلا يمنع أن تكون الكلمة مشتركة في اللغتين ولا يكون محل للقول: إنها دخيلة .والحور في اللغة شدة بياض العين ومنه الحور العين .وقال رشيد رضا: إن بعض كتاب النصارى زعموا أن الكلمة محرفة عن كلمة ( الحواري ) اليونانية .وقد فنّد هذا الزعم لغويا وصرفا واستعمالا تفنيدا قويا .
/ت33