/م6
تعليق على آية
{ألم يعلم بأن الله يرى}
وبمناسبة ورود هذه الآية لأول مرة نقول: إن القرآن احتوى آيات كثيرة ،نسبت فيها الرؤية والسمع إلى الله تعالى ،وإنه دار جدل وتشاد بين علماء الكلام حول ذلك من حيث إنه إنما يحدث من أعضاء السمع والبصر ،وما إذا كان لله سبحانه مثل هذه الأعضاء أم لا .وخير المذاهب في هذا الموضوع وأمثاله هو مذهب الصدر الإسلامي الأول ،وهو عدم الخوض في الكيفيات ،وعدم التشاد والجدل حولها ،مع تنزيه الله سبحانه عن كل مماثلة لخلقه ،وملاحظة الضابط القرآني المحكم المنطوي في آية سورة الشورى ،وهو:{ليس كمثله شيء} ( 11 ) ،واعتبار أن المقصود بذلك وصف الله عز وجل بشمول العلم ،والإحاطة بكل شيء ،والقدرة على كل شيء ،والهيمنة الكاملة على الكون وما فيه من كائنات ،والتصرف المطلق فيه ،واتصافه بكل صفات الكمال .والمتدبر في نصف آية الشورى المذكورة والآية التالية لها يرى تأييد هذا قويا ،وهذا نص الآيتين:{فاطر السموات والأرض جعل لكم من أنفسكم أزواجاً ومن الأنعام أزواجاً يذرؤكم فيه ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ( 11 ) له مقاليد السموات والأرض يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر إنه بكل شيء عليم( 12 )} .