{ قال إنما يأتيكم به الله إن شاء وما أنتم بمعجزين 33} .
{ إنما} أداة قصر ، أي لا يأتيكم به إلا الله ، إن شاء يأتيكم به في زمانه الذي يشاء أن يكون فيه .{ وما أنتم بمعجزين} أي إنه لا محالة نازل بكم في وقته الذي حدده الله تعالى في علمه ، وأنكم لستم مع طاغوتكم بمعجزين لله سبحانه وتعالى ؛ ذلك أنهم ضعفاء لا يقفون أمام إرادة القاهر الجبار .
وإن عمل نوح ليس إنزال العذاب ، إنما ذلك من عند الله ، وعمله هو النصح ، فإن لم ينفع النصح ، فالله تعالى يريد أن تستمروا في طريقكم فتقعوا في العذاب بإرادتكم ، إذا اخترتم طريقها وصرتم في مجرفها حتى انتهيتم إليها .