القصر في قوله:{ إنما يأتيكم به الله إن شاء} قصر قلب بناء على ظاهر طلبهم ،حملاً لكلامهم على ظاهره على طريقة مجاراة الخصم في المناظرة ،وإلاّ فإنهم جازمون بتعذّر أن يأتيهم بما وعدهم لأنهم يحسبونه كاذباً وهم جازمون بأنّ الله لم يتوعدهم ،ولعلّهم كانوا لا يؤمنون بوجود الله .وقوله:{ إن شاء} احتراس راجع إلى حمل العذاب على عذاب الدنيا .
ومعنى{ وما أنتم بمعجزين} ما أنتم بناجين وفالتين من الوعيد ،يريد أن العذاب واقع لا محالة .ولعل نوحاً عليه السّلام لم يكن له وحي من الله بأن يحلّ بهم عذاب الدنيا ،فلذلك فوّضه إلى المشيئة ؛أو لعلّه كان يوقن بنزوله بهم فيكون التعليق ب{ إن شاء} منظوراً فيه إلى كون العذاب معجلاً أو مؤخراً .