وقال نسوة في المدينة امرأت العزيز تراود فتاها عن نفسه قد شغفها حبا إنا لنراها في ضلال مبين 30 فلما سمعت بمكرهن أرسلت إليهن وأعتدت لهن متكئاوآتت كل واحدة منهن سكينا وقالت اخرج عليهن فلما رأينه أكبرنه وقطعن أيديهن وقلن حاشا لله ما هذا بشرا إن هذا إلا ملك كريم 31 قالت فذالكن الذي لمتنني فيه ولقد راودته عن نفسه فاستعصم ولئن لم يفعل ما آمره ليسجنن وليكونا من الصاغرين 32 قال رب السجن أحب إلي مما يدعونني إليه وإلا تصرف عني كيدهن أصب إليهن وأكن من الجاهلين 33 فاستجاب له ربه فصرف عنه كيدهن إنه هو السميع العليم 24
أخذت الألسنة في المدينة تلوك الخبر ، وتتحدث به ،{ وقال نسوة في المدينة امرأة العزيز تراود فتاها عن نفسه} ، ما بين لائمة ومتعرفة ، ومتمنية كشأن النساء ، وقال سبحانه:{ في المدينة} لبيان شيوع القول بين أهل المدينة ، وقلن{ فتاها} ؛ لأن الفتى هو العبد ، وذكر ذلك لتصغير شأنها ، وأنها تتحبب إلى عبدها ، وقالوا في بيان تدلهها به ،{ قد شغفها حبا} ، أي أصاب شغاف قلبها حبه ، فيقال شغفه إذا أصاب شغاف قلبه ، ويقال دمغه إذا أصاب دماغه و{ حبا} تمييز محول من الفاعل أي شغف حبه قلبها ، ثم حكمن عليها بالضلال حكما صريحا ،{ إنا لنراها في ضلال مبين} أي ضلال بين واضح ، والضلال هنا تنكب الصواب ، والوقوع في الهوى الذي لا يليق بها فهو لوم شديد لها .