{ اقتلوا يوسف أو اطرحوه أرضا يخل لكم وجه أبيكم وتكونوا من بعده قوما صالحين9} .
هذا تصوير للجريمة كيف يبتدئ دخولها في نفس من تسول له نفسه الإجرام ، لقد زينوا لأنفسهم أولا أنهم الأجدر بالمحبة ، وأنهم الأنفع ، ثم اندفعوا إلى تدبير الجريمة وتنفيذ القتل ، أو أن يطرحوه ارضا بعيدة عن العمران ، فاتفقوا على أحد الأمرين إما القتل ، وإما النفي ، وتركه في أرض الله .
ولكن واحد منهم أبعد فكرة القتل ، وقال:لا تقتلوه .
ومعنى:{ يخل لكم وجه أبيكم} يكون خالصا خاليا من الحب الذي كان ليوسف ،{ وتكونوا من بعده قوما صالحين} أي تستقيم حياتكم مع أبيكم ، ويصلح أمركم مع أبيكم بعذر تعتذرونه ، أو تتوبوا عن إثم القتل ،{ وتكونوا من بعده قوما صالحين} ، وهكذا تزين الجريمة ، وتقرب التوية .