{ قال قائل منهم لا تقتلوا يوسف وألقوه في غيابة الجب يلتقطه بعض السيارة إن كنتم فاعلين10} .
{ قال قائل منهم لا تقتلوا يوسف} أبعد أحدهم فكرة القتل لبقية من شفقة ، ولا يريد أن يقتل أخوه بين يديه ، ولا يريد أن يغيب في الأرض تائها فيها ، ولكن يكتفي بأن يغيب عن أبيه ، ويتركه لله عسى أن ينقذ ، قال:{ لا تقتلوا يوسف} ، وذكره باسمه لبقية من صلة تربطه ،{ وألقوه في غيابة الجب يلتقطه بعض السيارة إن كنتم فاعلين} ، الغيابة ما يغيب عن الأنظار ، غيابة الجب قاعه الذي يغيب عن الأنظار ، ولا يستطيع أن يرتفع يوسف منه إلى ظاهر الأرض ، والتقاط بعض السيارة له احتمالي ، ولكن جعل قريبا ، ولعلهكان يرجو ذلك كبقية الإخوة مع حرارة الحسد ، و{ السيارة}:القافلة السائرة في الصحراء ، ثم يقول إن كنتم فاعلين ، وإن هذا القائل ، كان يرجو من بقيتهم أن يعدلوا ، ولذا قال:{ إن كنتم فاعلين} فعلق القول ب{ إن} الدالة على الشك دون القطع ، ونحسب أنه كان يرجو ألا يفعلوا .
وقوله تعالى:{ يلتقطه بعض السيارة} معناه يأخذه لقيطا ، كأنه لقطة لا مالك لها .
دبروا ذلك التدبير ، وبيتوا لأخيهم الشر ، وبقي أن يبسطوا أيديهم إليه ، بأن يأخذوه من أبيهم .
وقال تعالى عنهم: