{ قال قائل منهم لا تقتلوا يوسف وألقوه في غيابة الجب يلتقطه بعض السيارة إن كنتم فاعلين ( 10 )}
{ قال قائل منهم} أبهمه القرآن لأن تعيينه بتسميته لا فائدة منها في عبرة ولا حكمة ، وإنما الفائدة في وصفه بأنه منهم ، وهي أنهم لم يجمعوا على جناية قتله ، وقال السدي إنه يهوذا ، وفي سفر التكوين إنه رأوبين{ لا تقتلوا يوسف وألقوه في غيابة الجب} الجب البئر غير المطوية أي غير المبنية من داخلها بالحجارة وهو مذكر والبئر مؤنثة وتسمى المطوية منها طويا ، وغيابته بالفتح ما يغيب عن رؤية البصر من قعره أو حفرة بجانبه تكون فوق سطح الماء يدخلها من يدلي فيه لإخراج شيء وقع فيه أو إصلاح خلل عرض له ، وعلم من التعريف أنه جب معروف كان هنالك حيث يرعون ، وجواب ألقوه .
{ يلتقطه بعض السيارة} وهم جماعة المسافرين الذين يسيرون في الأرض يقطعون الأرض من مكان إلى آخر لأجل التجارة فيأخذوه إلى حيث ساروا من الأقطار البعيدة فيتم لكم الشق الثاني مما اقترحتم وهو إبعاده عن أبيه{ إن كنتم فاعلين} ما هو الصواب المقصود لكم بالذات فهذا هو الصواب ، وجناية قتله غير مقصودة لذاتها ، فعلام إسخاط الله باقترافها والغرض يتم بما دونها ؟ وفي سفر التكوين إن رأوبين مكر بهم إذ كان يريد أن يخرجه من الجب ويرجعه إلى أبيه ، وإنهم وضعوه في البئر وكانت فارغة لا ماء فيها ، فمرت بهم سيارة من تجار الإسماعيليين [ العرب] مسافرة إلى مصر فاقترح عليهم يهوذا إخراجه وبيعه لهم إذ لا فائدة لهم من قتله وهو من لحمهم ودمهم ففعلوا ، فهذا ما دار بينهم وأجمعوه من أمرهم .