قالوا يا أبانا مالك لا تأمنا على يوسف وإنا له لناصحون11 أرسله معنا غدا يرتع ويلعب وإنا له لحافظون 12 قال إني ليحزنني أن تذهبوا به وأخاف أن يأكله الذئب وأنتم عنه غافلون13 قالوا لئن أكله الذئب ونحن عصبة إنا إذا لخاسرون14 فلما ذهبوابهوأجمعوا أن يجعلوه في غيابت الجب وأوحينا إليه لتنبئنهم بأمرهم هذا وهم لا يشعرون15 وجاءوا أباهم عشاء يبكون 16 قالوا يا أبانا إنا ذهبنا نستبق وتركنا يوسف عند متاعنا فأكله الذئب وما أنت بمؤمن لنا ولو كنا صادقين 17 وجاءوا على قميصه بدم كذب قال بل سولت لكم أنفسكم أمرا فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون18
كانت المرحلة السابقة مرحلة ظهور الحسد البغيض ، والكيد والتدبير السيئ ، وهذه المرحلة مرحلة التنفيذ بلا رحمة وبإحكام ، ذهبوا إلى أبيهم يعتبون عليه بظاهر من القول أنه لا يأمنهم على يوسف ،{ قالوا يا أبانا} نادوه بالأبوة التي تجمعهم بيوسف ، وأبدوا له أنهم يحدبون عليه ويحبونه ،{ ما لك لا تأمنا على يوسف} أي لأي سبب سوغ لك أن لا تأمنا على يوسف ، وهنا أدغمت نون( تأمن ) مع( نا ) ضمير المتكلمين ،{ وإنا له لناصحون} النصح يتضمن الشفقة والإخلاص وإرادة الخير ، وقد أكد الكاذبون نصحهم له ب( إن ) وباللام ، وبالجملة الاسمية ، وكان هذا التوكيد لأنهم يريدون أن ينزعوا من نفس أبيهم ما يعتقد أنهم يحسدونه ، فهم يقولون:إنا نحبه ونريد الخير ، ولا نبغضه .
وبنوا على قولهم الذي أظهروا فيه الشفقة والحرص والمحبة قولهم: