{ عالم الغيب والشهادة الكبير المتعال 9 سواء منكم من أسر القول ومن جهر به ومن هو مستخف بالليل وسارب بالنهار 10} .
بعد أن ذكر سبحانه وتعالى علمه بما تحمله كل أنثى ، وهو من الغيب الذي لا يظهر في حسنا والذي لا يعلم إلا بعد ظهوره لنا ، ذكر سبحانه أنه المحيط عمله للحاضر والغائب ، ومات يسر به الإنسان وما يجهر ، وما يستخفى وما يظهر ، فقال تعالت كلماته:{ عالم الغيب والشهادة الكبير المتعال 9} .
هو تأكيد ما تضمنته الآية السابقة من علمه بما في الأرحام منذ وجودها فيها ومكنونها ، وأدوارها ، وقابلها ، وكان التأكيد بذكر عموم علمه للغائب والحاضر ، والغيب مصدر غاب ، وأطلق على ما يغيب حتى اشتهر ، فيه مبالغة في غيبه عن الرؤية والحس ، والشهادة من شهد بمعنى حضر ، ثم أطلقت على ما هو حاضر محسوس ، مبالغة في حضوره والحس به ، والمعنى:عالم بما يغيب عن الحس ، وما هو محسوس حاضر ، وقال( عالم ) ولم يقل يعلم ؛ للإشارة إلى أسمائه وأنه صفة ملازمة له سبحانه وتعالى وذكرالمغيبوالشهادة لاثبات ان علمه واحد بالشاهد والمغيب على سواء ؛ لأنه علم محيط ، ولا يفترق فيه شيء عن شيء .
ووصف ذاته العلية بأنه فوق البشر وفوق كل ما هو من شأن البشر ، فقال:{ الكبير المتعال} الكبير أي العظيم في قدرته وإرادته ، وكمال سلطانه وتدبيره وخلقه لكل هذا الوجود بسمائه وأجرامه وكواكبه وسياراته ، وأرضه ، وكل ما هو مسخر في هذا الوجود{ المتعال} أي المتسامي في صفاته ، وفي كل ما هو من شأنه فلا يشبه شيئا من خلقه ، ، ولا يشبهه شيء من خلقه ، ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ، تعالى الله سبحانه عن مشابهته للمواد علوا كبيرا وهو الواحد الأحد الفرد الصمد .
ثم بين سبحانه وتعالى علمه بالناس في سرهم وجهرهم ، في خواطر نفوسهم وما تنطق به ألسنتهم ، فقال تعالى:{ سواء منكم من أسر القول ومن جهر به}