{ الذين صبروا وعلى ربهم يتوكلون ( 42 )} .
{ الذين} عطف بيان للمهاجرين ، لقد صبر المهاجرون أبلغ الصبر ، صبروا على الذي نزل بهم ، والظلم الذي وقع عليهم والاستهزاء والسخرية بهم ، وتصغير شأنهم ، وتحقير أمرهم ، وكأنهم الأرذلون ، وهم الأكرمون ، وصبروا على ترك الأحباب ، وترك الأموال وترك الديار .
صبروا على كل ذلك ، وعلى أن المشركين حاولوا أن يسدوا باب الأمل في نفوسهم لولا فضل من الله ورحمة ، ولكنهم مع ذلك كان أمامهم ربهم فتح لهم السدود ، بالتوكل عليه ؛ ولذا قال تعالى:{ وعلى ربهم يتوكلون} ، أي على ربهم وحده ، لا على أحد سواه يتوكلون ، وعبر بالمضارع لدوام توكلهم ، وقدم الجار والمجرور على الفعل للتخصيص ، أي على الله وحده يتوكلون فهو الذي يفتح لهم الأبواب التي يسدها السرك ، ويكون من ورائها الانتصار .