وقد قال الله تعالى:
{ عسى ربكم أن يرحمكم وإن عدتم عدنا وجعلنا جهنم للكافرين حصيرا ( 8 )} .
الخطاب أيضا للمؤمنين ولا يتصور أن يكون لليهود لأنه دعوة إلى الهمة والأخذ في أسباب النصر واستنقاذ أرض الله المقدسة من أيدي طغمة اليهود ، ومن يعاونونهم من وحوش الأرض الذين لا دين لهم ولا خلق ، ولا أية ناحية من النواحي الإنسانية ، والرجاء في{ عسى ربكم أن يرحمكم} من الناس ، ومعنى الرجاء منهم أن يتخذوا الجهاد سبيلا ، ويعدوا القوة ، ويتسربلوا بالصبر والإقدام ، عندئذ يرحمكم الله تعالى بالنصر والتأييد ،{ وإن عدتم عدنا} ، أي وإن عدتم بالإيمان والصبر وإخلاص النية والجهاد لاستنقاذ الأرض الطاهرة عدنا إليكم بالنصر والتأييد والله معكم ولن يترككم لأعمالكم .
ثم ذكر أن اليهود الذين كفروا بالله وقتلوا الأنبياء لهم جهنم فقال تعالت كلماته:{ وجعلنا جهنم للكافرين حصيرا} أي بساطا مفروشا يتقلبون عليه من جانب إلى جانب ، فهو فراش لهم يتقلبون عليه بجنوبهم وفي مضاجعهم ، وهو جزاؤهم ، وللمؤمنين النصر إن أخذوا في أسبابه .