قوله:{ وإن عدتم عدنا} يجوز أن تكون الواو عاطفة على جملة{ عسى ربكم أن يرحمكم} عطفَ الترهيب على الترغيب .
ويجوز أن تكون معترضة والواو اعتراضية .والمعنى: بعد أن يرحمكم ربكم ويؤمنكم في البلاد التي تلْجأون إليها ،إن عدتم إلى الإفساد عدنا إلى عقابكم ،أي عدنا لمثل ما تقدم من عقاب الدنيا .
وجملة{ وجعلنا جهنم للكافرين حصيراً} عطف على جملة{ عسى ربكم أن يرحمكم} لإفادة أن ما ذكر قبله من عقاب إنما هو عقاب دنيوي وأن وراءه عقاب الآخرة .
وفيه معنى التذييل لأن التعريف في{ للكافرين} يعم المخاطبين وغيرهم .ويومىء هذا إلى أن عقابهم في الدنيا ليس مقصوراً على ذنوب الكفر بل هو منوط بالإفساد في الأرض وتعدي حدود الشريعة .وأما الكفر بتكذيب الرسل فقد حصل في المرة الآخرة فإنهم كذبوا عيسى ،وأما في المرة الأولى فلم تأتهم رسل ولكنهم قتلوا الأنبياء مثل أشعياء ،وأرمياء ،وقتل الأنبياء كفر .
والحصير: المكان الذي يحصر فيه فلا يستطاع الخروج منه ،فهو إما فعيل بمعنى فاعل ،وإما بمعنى مفعول على تقدير متعلق ،أي محصور فيه .