وقد بين الله تعالى سبب ذلك العذاب الأليم المباشر ، وغير المباشر فقال:
{ ذلك جزاؤهم بأنهم كفروا بآيتنا وقالوا أئذا كنا عظاما ورفاتا أئنا لمبعوثون خلقا جديدا ( 98 )} .
"ذلك"إشارة إلى ما مضى من جزاء المشركين أنهم يحشرون منكسي الوجوه لا يبصرون ما يلذ لهم أن يبصروه ، ولا يسمعون ما يطيب لهم سماعه ، ولا ينطقون بما يدفعون له عن أنفسهم ، ومأواهم جهنم يذوقون العذاب فيها دفعة بعد دفعة ، والإشارة إلى هذه الصفات تتضمن أنها العقاب ، وقد صرح الله فوق الإشارة بالسببية ، وهو الكفر بالآيات الدالة على وحدانية الله ، والمعجزات الدالة على إرسال الرسل وخصوصا معجزة القرآن ، وهو المعجزة الكبرى .
وأشاروا إلى السبب الأصلي لكفرهم بكل الحق ، وهو إنكارهم للبعث ، وأشار إلى ذلك بقوله تعالى عنهم:{ أئذا كنا عظاما ورفاتا أئنا لمبعوثون خلقا جديدا} .
أي أنهم ينكرون البعث ، ويستغربونه ، كيف يعودون وقد صالوا عظاما نخرة ، ورفاتا ورميما ، أيكونون خلقا جديدا ؟ ! وقد ذكرنا ذلك ، ورد الله تعالى ذلك الاستغراب .