الفاء"لبيان أن ما قبلها سبب لما بعدها ، أي أن الله تعالى أراد لهم ذلك ، لأنهم اختاروا لأنفسهم أن يكونوا عبدة الشيطان فهو يستفزهم دائما ، يرتكبون شرا بعد شر حتى يصلوا إلى أقصى الغاية فيه ويبتغوه ، وكله محسوب عليهم معدود عدا ،{ إنما} أداة قصر ، أي إنما يفعل ذلك ليعد عليهم عدا ، وكلما أكثروا كان العذاب على قدر ما يرتكبون .وفهم بعض المفسرين أن عدّه عدّا يدل على القلة ، ونحن نقول:إن القلة بالنسبة لله تعالى ، لا أنه قليل في ذاته ، ومعنى{ فلا تعجل عليهم} لا تطلبهم في عجل من أمرهم إنهم آتون إليك يوم القيامة أذلاء صاغرين ، وفي الدنيا لا تعجل عليهم فسيكون عذابهم على يديك وتكون كلمة الله هي العليا ، وكلمة الذين كفروا هي السفلى . .