ثمّ يوجه القرآن المجيد الخطاب إلى النّبي( صلى الله عليه وآله وسلم ) فيقول: ( فلا تعجل عليهم إِنّما نعدّ لهم عدّاً ) وسنسجل كل شيء لذلك اليوم الذي تشكل فيه محكمة العدل الإِلهي .
وهناك احتمال آخر في تفسير الآية ،وهو أنّ المراد من عدّ أيّام عمربل أنفاسهؤلاء ،أنّ مدّة بقائهم قصيرة وداخلة تحت إِمكان الحساب والعد ،لأنّ حساب الشيء وعدّه كناية عادة عن قلته وقصره .
ونقرأ في رواية عن الإِمام الصادق( عليه السلام ) في تفسير ( إِنما نعد لهم عداً ) أنّه سأل أحد أصحابه ،قال: «ما هو عدك ؟» قال: عدد الأيّام ،قال: «إنّ الآباء والأمهات يحصون ذلك ،ولكنه عدد الأنفاس »{[2393]} .
إِنّ تعبير الإِمام هذا يمكن أن يكون إِشارة إلى التّفسير الأوّل ،أو إلى التّفسير الثّاني ،أو إلى كلا التّفسيرين .
وعلى كل حال ،فإنّ دقة محتوى هذه الآية يهز الإِنسان ،لأنّها تثبت أن كل شيءحتى أنفاسناخاضعة للحساب والعد ،ويجب أن نجيب يوماً على كل هذه الأشياء والأعمال .