وقد نبه سبحانه وتعالى اليهود والنصارى وغيرهم إلى أنه لا يصح لهم أن يتمسحوا بالأسلاف ، فقال تعالى:{ تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسألون عما كانوا يعملون} وقد تكلمنا في معنى هذه الآية الكريمة في ماضي قولنا فلا نعيد ما قلنا في ذكر معاني ألفاظها .
ولكن نتلمس المعنى في إعادة ذكرها ونرى أنها ختام لما يقوله بنو إسرائيل وغيرهم بالنسبة لأسلافهم ، ودعوة لهم إلى أن الله تعالى سائلهم عما يعملون هم لا ما عمل أسلافهم .
وأيضا فإن الناس تعودوا اتباع الأسلاف ، فالله تعالى يكرر سبحانه أن كل امرئ بما كسب رهين ، وأنه لا تزر وازرة وزر أخرى ، ولهم ما كسبوا وعليكم ما اكتسبتم ، وأن خير الماضين ليس خيرا لكم وأن شرهم ليس وزره عليكم .
ولقد قال تعالى في ذلك:{ وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه ونخرج له يوم القيامة كتابا يلقاه منشورا 13} [ الإسراء] وقال تعالى:{ قل أغير الله أبغي ربا وهو رب كل شيء ولا تكسب كل نفس إلا عليها ولا تزر وازرة وزر أخرى . . . 164} [ الأنعام] قال تعالى:{ وأن ليس للإنسان إلا ما سعى 39} [ النجم] .