ولقد صرح الله تعالى بعظيم منزلته فقال تعالى:{ واصطنعت لنفسي 41} ، أي اخترتك لتكون لنفسي ، والاصطناع افتعال من الصنع ، وهو اختياره بالصنع مشددا في اختباره وهذا موضح بقوله:{ ولتصنع على عيني} ، يقال:اصطنع الرجل فلانا لنفسه:جعله في موضع التكريم عنده ، وهذا فيه استعارة ، إذ شبه اختيار الله تعالى له نبيا كليما بحال من يصطنعه الأمير لنفسه من الناس ليكون في موضع الكرامة والشرف ، وأي شرف أعلى من أن يكون كليمه ، وأن يكلمه تكليما .