من هنا ختم الامتنان بما هو الفذلكة ،وذلك جملة{ واصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي} الذي هو بمنزلة ردّ العجز على الصدر على قوله{ ولتصنع على عيني إذ تمشي أختك} الآية ،وهو تخلص بديع إلى الغرض المقصود وهو الخطاب بأعمال الرسالة المبتدأ من قوله:{ وأنا اخترتك فاستمع لما يوحى}[ طه: 13] ومن قوله:{ اذهب إلى فرعون إنّه طغى}[ طه: 24] .
والاصطناع: صنع الشيء باعتناء .واللام للأجْل ،أي لأجْل نفسي .والكلام تمثيل لِهيئة الاصطفاء لتبليغ الشريعة بهيئة من يصطنع شيئاً لفائدة نفسه فيصرف فيه غاية إتقان صنعه .