وقوله تعالى:{ وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي} تذكير لقوله تعالى:{ وأنا اخترتك} وتمهيد لإرساله عليه السلام إلى فرعون مؤيدا بأخيه ( والاصطناع ) افتعال من ( الصنع ) بمعنى الصنيعة .يقال:اصطنع الأمير فلانا لنفسه ،أي جعله محلا لإكرامه باختياره وتقريبه منه ،بجعله من خواص نفسه وندمائه ،فاستعير استعارة تمثيلية من ذلك المعنى المشبه به إلى المشبه .وهو جعله نبيا مكرما كليما منعما عليه بجلائل النعم .قال أبو السعود:والعدول عن نون العظمة الواقعة في قوله تعالى{ وفتناك} ونظيريه السابقين ،تمهيد لإفراد لفظ ( النفس ) اللائق بالمقام ،فإنه أدخل في تحقيق معنى ( الاصطناع ) و ( الاستخلاص ) .