بعد ذلك بين سبحانه وتعالى كمال سلطانه بكمال ملكه ، فقال عز من قائل:{ له ما في السماوات وما في الأرض وما بينهما وما تحت الثرى 6} في الآية السابقة بين سبحانه أن الرحمن هو الذي استوى على العرش ، وعبر عن الذات العلية بالرحمن الذي هو اسم بالذات ، وهو يوحى إلى أنه سبحانه وتعالى مدبر عرشه بمقتضى الرحمة التي تعم الوجود كله ، فكل ما يكون هو الرحمة ، حتى عذاب العصاة يكون رحمة ليستقيم ميزان الوجود كله فإنه في شريعة الخلاق العليم ، لا يستوي الخير والشر ، ولا يستوي الظل ولا الحرور .
وقد ذكر سبحانه أن له السماوات بأبراجها ونجومها ، وكلها مسخرات بأمره وله الأرض بما فيها من نجاد ووهاد ، وجبال شامخات وبحار وما فيها من أسماك وسفن جاريات تمخر عباده ، وما بينهما من فضاء قد سُخّر للإنسان ، ثم قال تعالى:{ وما تحت الثرى} من معادن وفلزات وغير فلزات وجواهر ، وهذا كله من نعم الله على عباده يستخرجون من بحارها وترابها زينة ، وهو العليم القدير .