وقوله:( له ما في السماوات وما في الأرض وما بينهما وما تحت الثرى ) أي:الجميع ملكه وفي قبضته ، وتحت تصريفه ومشيئته وإرادته وحكمه ، وهو خالق ذلك ومالكه وإلهه ، لا إله سواه ، ولا رب غيره .
وقوله:( وما تحت الثرى ) قال محمد بن كعب:أي ما تحت الأرض السابعة .
وقال الأوزاعي:إن يحيى بن أبي كثير حدثه أن كعبا سئل فقيل له:ما تحت هذه الأرض ؟ فقال:الماء . قيل:وما تحت الماء ؟ قال:الأرض . قيل:وما تحت الأرض ؟ قال:الماء . قيل:وما تحت الماء ؟ قال:الأرض ، قيل:وما تحت الأرض ؟ قال:الماء . قيل:وما تحت الماء ؟ قال:الأرض ، قيل:وما تحت الأرض ؟ قال:الماء . قيل:وما تحت الماء ؟ قال:الأرض ، قيل:وما تحت الأرض ؟ قال:صخرة . قيل:وما تحت الصخرة ؟ قال:ملك . قيل:وما تحت الملك ؟ قال:حوت معلق طرفاه بالعرش ، قيل:وما تحت الحوت ؟ قال:الهواء والظلمة وانقطع العلم .
وقال ابن أبي حاتم:حدثنا أبو عبيد الله ابن أخي ابن وهب ، حدثنا عمي ، حدثنا عبد الله بن عياش ، حدثنا عبد الله بن سليمان عن دراج ، عن عيسى بن هلال الصدفي ، عن عبد الله بن عمرو قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إن الأرضين بين كل أرض والتي تليها مسيرة خمسمائة عام ، والعليا منها على ظهر حوت ، قد التقى طرفاه في السماء ، والحوت على صخرة ، والصخرة بيد الملك ، والثانية سجن الريح ، والثالثة فيها حجارة جهنم ، والرابعة فيها كبريت جهنم ، والخامسة فيها حيات جهنم والسادسة فيها عقارب جهنم ، والسابعة فيها سقر ، وفيها إبليس مصفد بالحديد ، يد أمامه ويد خلفه ، فإذا أراد الله أن يطلقه لما يشاء أطلقه ".
هذا حديث غريب جدا ورفعه فيه نظر .
وقال الحافظ أبو يعلى في مسنده:حدثنا أبو موسى الهروي ، عن العباس بن الفضل قال:قلت:ابن الفضل الأنصاري ؟ قال:نعم ، عن القاسم بن عبد الرحمن ، عن محمد بن علي ، عن جابر بن عبد الله قال:كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك ، فأقبلنا راجعين في حر شديد ، فنحن متفرقون بين واحد واثنين ، منتشرين ، قال:وكنت في أول العسكر:إذ عارضنا رجل فسلم ثم قال:أيكم محمد ؟ ومضى أصحابي ووقفت معه ، فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أقبل في وسط العسكر على جمل أحمر ، مقنع بثوبه على رأسه من الشمس ، فقلت:أيها السائل ، هذا رسول الله قد أتاك . فقال:أيهم هو ؟ فقلت:صاحب البكر الأحمر . فدنا منه ، فأخذ بخطام راحلته ، فكف عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال:أنت محمد ؟ قال:"نعم ". قال:إني أريد أن أسألك عن خصال ، لا يعلمهن أحد من أهل الأرض إلا رجل أو رجلان ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"سل عما شئت ". فقال:يا محمد ، أينام النبي ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"تنام عيناه ولا ينام قلبه ". قال:صدقت . ثم قال:يا محمد ، من أين يشبه الولد أباه وأمه ؟ قال:ماء الرجل أبيض غليظ ، وماء المرأة أصفر رقيق ، فأي الماءين غلب على الآخر نزع الولد ". فقال صدقت . فقال:ما للرجل من الولد وما للمرأة منه ؟ فقال:"للرجل العظام والعروق والعصب ، وللمرأة اللحم والدم والشعر . قال:صدقت . ثم قال:يا محمد ، ما تحت هذه ؟ يعني الأرض . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"خلق ". فقال:فما تحتهم ؟ قال:"أرض ". قال:فما تحت الأرض ؟ قال "الماء "قال:فما تحت الماء ؟ قال:"ظلمة ". قال:فما تحت الظلمة ؟ قال:"الهواء ". قال:فما تحت الهواء ؟ قال:"الثرى ". قال:فما تحت الثرى ؟ ففاضت عينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالبكاء ، وقال:"انقطع علم المخلوقين عند علم الخالق ، أيها السائل ، ما المسئول عنها بأعلم من السائل ". قال:فقال:صدقت ، أشهد أنك رسول الله . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"أيها الناس ، هل تدرون من هذا ؟ "قالوا:الله ورسوله أعلم . قال:"هذا جبريل صلى الله عليه وسلم .
هذا حديث غريب جدا ، وسياق عجيب ، تفرد به القاسم بن عبد الرحمن هذا ، وقد قال فيه يحيى بن معين:"ليس يساوي شيئا "وضعفه أبو حاتم الرازي ، وقال ابن عدي:لا يعرف .
قلت:وقد خلط في هذا الحديث ، ودخل عليه شيء في شيء ، وحديث في حديث . وقد يحتمل أنه تعمد ذلك ، أو أدخل عليه فيه ، فالله أعلم .