من قصة موسى
هذه قصة موسى كما جاءت في هذه السورة ، وقد فصّل فيها ما لم يفصّله في السور الأخرى ، وأجمل فيها ما فصله في السور الأخرى من غير تكرار في القرآن ، كما يدل على ذلك الاستقراء والتتبع ، فالمقصد مما يذكر في كل موضع يختلف عن المقصود في الموضع الآخر ، والعبرة تختلف في موضع عن الآخر ، والتفصيل يتبع العبرة ، والإجمال يكون فيما يجئ تابعا لذلك .
قوله تعالى:{ وهل أتاك حديث موسى} الاستفهام للتنبيه إلى الخبر الخطير الذي يقصه عن موسى عليه السلام ، وكيف كلمه ربه ، و( الحديث ) ما يتحدث به ، والمراد ب{ حديث موسى} ما يتحدث به عن موسى ، فالإضافة لأدنى ملابسة ، والاستفهام كما قلنا للتنبيه إلى أمر خطير ، وكان الاستفهام عن علمه صلى الله وعليه وسلم ، وإذا لم يكن على علم به فإنه سبحانه سيُعلمه .