وقوله تعالى:
{ وَهَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى} من عطف القصة أو استئناف .والقصد تقرير أمر التوحيد الذي انتهى إليه الآية قبله ،ببيان أنه دعوى كل نبي لا سيما أشهرهم نبأ وهو موسى عليه السلام .فقد خوطب بقوله تعالى:{ إنني أن الله لا إله إلا أنا} وبه ختم تعالى نبأه في هذه السورة بقوله تعالى:{ إنما إلهكم الله الذي لا إله إلا هو} أو تقرير لسعة علمه المبين في قوله تعالى:وإن تجهر بالقول} الخ بقوله بعد{ وسع كل شيء علما} أو لهما معا .أو لحمله ،صلوات الله عليه ،على التأسي بموسى عليه السلام ،إلى كيفية ابتداء الوحي إليه ،وتكليمه تعالى إياه .وذلك بعد أن قضى موسى الأجل الذي كان بينه وبين صهره في رعاية الغنم .وسار بأهله قاصدا بلاد مصر ،بعد ما طالت غيبته عنها ومعه زوجته .فأضل الطريق .وكانت ليلة شاتية ،ونزل منزلا بين شعاب وجبال في برد وشتاء .وبينما هو كذلك إذ آنس من جانب الطور نارا ،كما قصه تعالى بقوله:{ إِذْ رَأَى نَارًا فَقَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَارًا}