{ ما قدروا الله حق قدره إن الله لقوي عزيز 74} .
هذه الآية نتيجة للآيات السابقة ، ولذلك كان الفصل بدل الوصل ، فبينهما ما يشبه علاقة العلة في الحكم بالمعلول ، أو المقدمة والنتيجة .
إن هؤلاء الذين خضعوا لأوهامهم فعبدوا حجارة لا تنفع ولا تضر ، وبالأولى لا تخلق ذبابا ، ولو اجتمعت أصنام كل أمة وثنية ما عرفوا الله حق المعرفة ، ولا أدركوا كماله وجلاله حق الإدراك ، ولا عرفوا معنى الألوهية حق المعرفة ، إن الله تعالى هو القادر الخالق ، وهو الواحد في ذاته وصفاته ، وليس في الأوثان من هذا ، والله تعالى قوي قاهر ، ولا يمكن أن يكون عاجزا ، ولذا عرف الله تعالى رب العالمين بقوله:{ إن الله لقوي عزيز} ، أي قوي قادر على كل شيء ، عزيز غالب لا يحتاج لشيء ، ويحتاج إليه كل شيء ، وهو العليم القدير .
وأكد سبحانه قوته ب{ إن} الدالة على توكيد الحكم ، وب "اللام"في قوله تعالى:{ لقوي} وب"الجملة الاسمية"، سبحانه إنه القاهر فوق عباده .
الرسل مصطفون ، والرسالات الإلهية متصلة