قوله تعالى:{مَا قَدَرُواْ اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ} .
أي: ما عظموه حتى عظمته حين عبدوا معه من لا يقدر على خلق ذباب ،وهو عاجز أن يسترد من الذباب ما سلبه الذباب منه ،كالطيب الذي يجعلونه على أصنامهم ،إن سلبها الذباب منه شيئاً لا تقدر على استنقاذه منه ،وكونهم لم يعظموا الله حق عظمته ،ولم يعرفوه حق معرفته ،حيث عبدوا معه من لا يقدر على جلب نفع ،ولا دفع ضر .ذكره تعالى في غير هذا الموضع كقوله في الأنعام{وَمَا قَدَرُواْ اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قَالُواْ مَآ أَنزَلَ اللَّهُ عَلَى بَشَرٍ مِّن شَىْءٍ} [ الأنعام: 91] وكقوله في الزمر{وَمَا قَدَرُواْ اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالاٌّرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} [ الزمر: 67] .