وبعد أن عرض القرآن الكريم هذا المثال الواضح الدافع ،قرّر حقيقة مهمّة ،وهي ( ما قدّروا الله حقّ قدره ) .
فالمشركون لو كانوا على أدنى معرفة بالله تعالى لما أنزلوا قدره إلى مستوى هذه الآلهة الضعيفة العاجزة ولما جعلوا مصنوعاتهم شركاء له ،تعالى عمّا يفعلون علوّاً كبيراً ،ولو كان لديهم أدنى معرفة بقدرة الله لضحكوا من أنفسهم وسخروا من أفكارهم .وتقول الآية في النهاية: ( إنّ الله لقوي عزيز ) .
أجل ،إنّ الله قادر على كلّ شيء ولا مثيل لقدرته ولا حدّ ،فهو ليس كآلهة المشركين التي لو اجتمعت لما تمكّنت من خلق ذبابة ،بل ليس لها القدرة على إعادة ما سلبه الذباب منها .
/خ74