يوم القيامة وما فيه من حساب وعقاب
جاء في المفردات في تفسير كلمة الصور في قوله:{ فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ} الصور مثل قرن ينفخ فيه فيجعل الله سبحانه ذلك سببا لعودة الصور والأرواح إلى أجسادها ، أي أن البعث يكون على الله يسيرا ، إذ ليس إلا كنفخ القائد في البوق ، فيجيء الناس بصورهم وأجسامهم ، وأرواحهم تلتقي بأجسامهم بعد جمع متفرق من أماكنها التي كانت فيها متفرقة ، والفاء في قوله تعالى:{ فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ} فاء الإفصاح لأنها تفصح عن محذوف ، والفاء الثانية{ فَلا أَنسَابَ بَيْنَهُمْ} الواقعة في جواب الشرط ، ومعنى فلا أنساب بينهم ، أي أنهم يكونون أمام الله تعالى على سواء ، فلا أنساب بينهم يتفاخرون بها ، ويعلو بعضهم على بعض بشرفهم ولا تفاوت بينهم بسببها ، إنما الأعمال هي التي تكون مناط الفخر ، وسر الاستكبار:{ ولا يتساءلون} ، أي يكون كل في شغل بنفسه من هول اليوم العظيم ، فلا يسأل المرء عن زوجه ولا عن أبيه وأخيه ، وابنه ، بل ترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد