ويذكرون بعد ذلك أشد ما يدعوهم استنكارا ، وهو وعدهم بالبعث ، فيقول تعالى عنهم:
{ أَيَعِدُكُمْ أَنَّكُمْ إِذَا مِتُّمْ وَكُنتُمْ تُرَابًا وَعِظَامًا أَنَّكُم مُّخْرَجُونَ ( 35 )} .
كانت المادة الأولى لإنكارهم التي سوغت كفرهم أنه بشر مثلهم ، ثم كانت المادة الثانية أنه يعدهم بأنهم سيبعثون ، قالوا مستنكرين ومستبعدين:{ أَيَعِدُكُمْ أَنَّكُمْ إِذَا مِتُّمْ وَكُنتُمْ تُرَابًا وَعِظَامًا أَنَّكُم مُّخْرَجُونَ} الاستفهام للإنكار ، أي استنكار هذا الوعد ، لإنكار الواقع ، فهو في معنى التوبيخ للنبيين على هذا الوعد الذي وعدوه ، والذي هو جزء من رسالتهم ، ويذكرون سبب الإنكار في أمرين:
أولاأنهم ماتوا .
والثانيأنهم صاروا ترابا وعظاما بالية ، وهي رميم ، وإن ذلك يجعل الإعادة في نظرهم مستحيلة ، لأن الأرواح زهقت بالموت ، والأجسام بليت ، ونسوا أن الذي بدأهم وأنشأهم من العدم ، كما قال سبحانه:{ كما بدأكم تعودون ( 29 )] [ الأعراف] ، وأن الذي فطرهم أولا هو الذي يعيدهم ثانية .