وقد بين سبحانه ما يؤدي إلى نزاهة مطلقة ، فقال عز من قائل:
{ عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ ( 92 )} .
وقدم الغيب على الشهادة ، لأن العلم بالغيب أبلغ في الدلالة على وصف العلم من الشهادة ، وقال تعالى:{ عالم الغيب} من غير التعدية بالباء ، للإشارة إلى أنه يعلم الغيب كله لا يغيب عنه شيء في الأرض ولا في السماء ، لا في الغيب ولا في الشهادة ، ومن كان كذلك فهو كامل الوجود ، ليس له شبيه ، ولا مثيل ، ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ، فتعالى الله عما يشركون ، أي فتسامى سبحانه عن أن يشركوا به شيئا ، و( ما ) موصول حرفي ، أي تعالى الله عن إشراكهم به ، ويصح أن تكون موصولا اسميا .