عظة الله في هذا
قال تعالى:
الوعظ زجر مقترن بتخويف من العذاب أو سوء العقاب والمآل في الجماعة الإسلاميةوقال الخليل بن أحمد:هو التذكير بالخير فيميل له القلب ، والتعبير بالمضارع لبيان أن ما مضى من قول فيه عظة ، والله سبحانه وتعالى مستمر ومجدد لهم العظة آنا بعد آن ، فهو سبحانه وتعالى مديم تجديد الإشارة والتنبيه إلى ما فيه طهارة جماعتكم ، والبعد عن ذمها ،{ أن تعودوا} المصدر المنسبك من "أن"وما بعده ، متعلق بمقدر محذوف مناسب ، وهو كراهة أن تعودوا ، أي كراهة عودتكم لمثلها أبدا ، والضمير يعود إلى الشأن وهو الحال التي كانوا عليها ، ووقعوا فيها ، والتعبير عنها ب{ لمثله} ، مبالغة لأن لا يقعوا فيها ، كما تقول لكريم:مثلك لا يبخل:أي أنت لا تبخل ؛ لأن فيه سجايا لا تسمح له أن يبخل كما لا تسمح لمثله ، فمعنى لا{ تعودوا لمثله} لمثلها ، أي لا تعودوا إليها . وأشباهها ، ثم علق القول على الإيمان فقال:{ إن كنتم مؤمنين} وهذا تنبيه إلى أمرين أولهما:إثبات أن الإيمان يتجافى عن رمي المحصنات المؤمنات ، وتلقيه وترديده من غير علم ولا تثبت ، ويقين ، فإن ذلك من أشد أنواع الغيبة وأفحشها ، ويؤدي إلى فساد الجماعة بشيوع الترامي بالزنى فيه . والأمر الثاني:هو الحض على الإيمان والتمسك به ، وبأخلاق المؤمنين ، والله غفور رحيم .