التّفسير
حرمة إشاعة الفحشاء:
تحدثت هذه الآيات أيضاً عن حديث الإفك ،والنتائج المشؤومة والأليمة لاختلاق الشائعات ونشرها ،واتهام الأشخاص الطاهرين بتهمة تمس شرفهم وعفتهم .وهذه القضية مهمة بدرجة أن القرآن المجيد تناولها عدّة مرات ،وعَرَضَ لها من طرق مختلفة مؤثرة ،باحثاً محللا لها من أجل ألاّ تتكرر مثل هذه الواقعة الأليمة في المجتمع الإسلامي ،فذكر أولا ( يعظكم الله أن تعودوا لمثله ){[2754]} .
وتقديرها: «يعظكم الله أن لا تعودوا لمثله أبداً » وإذا لم نقدّر محذوفاً ،فإن عبارة «يعظكم » تعني ينهاكم .أي إن الله ينهاكم من العودة إلى مثل هذا العمل .
أي أن من علامات الإيمان أن لا يتوجه الإنسان نحو الذنوب العظام ،وإذا ارتكبها فذلك يدلّ على عدم إيمانه أو ضعفه ،والجملة المذكورة تشكلفي الحقيقةأحد أركان التوبة ،إذ أنَّ الندم على الماضي لا يكفي ،بل يجب التصميم على عدم تكرار ارتكاب الذنوب في المستقبل ،لتكون توبة كاملة .
ولتأكيد أكثر على أنَّ هذا الكلام ليس اعتيادياً ،بل صادر عن الله العليم الحكيم ،ولبيان الحقائق ذات الأثَر الفَعَّال في مصير الإنسان ،يقول سبحانه وتعالى ( ويبيّن الله لكم الآيات والله عليم حكيم ) .
/خ20