/م11
ونظراً لهول هذه الحادثة التي استصغرها بعض المسلمين ،أكدتها الآية ثانية ،فأنبتهم مرّة أُخرى ولذعتهم بعباراتها إذْ قالت ( ولولا إذ سمعتموه قلتم ما يكون لنا أن نتكلم بهذا سبحانك هذا بهتان عظيم ) .
وسبق لهذه الآية أن وجهت اللوم لهم لسوء ظنهم بالذي وجه إليه الاتهام باطلا ،وهنا تقول الآية: إضافة إلى وجوب حسن الظن بالمتهم يجب ألا تسمحوا لأنفسكم بالتحدث عنه ،ولا تتناولوا التهمة الموجهة إليه ،فكيف بكم وقد كنتم سبباً لنشرها !
عليكم أن تعجبوا لهذه التهمة الكبيرة ،وأن تذكروا الله سبحانه وتعالى ،وأن تلجأوا إلى الله يطهركم من نشر هذه التهمة وإشاعتها .ومع كل الأسف استصغرتموها ونشرتموها بكل يسر ،فأصبحتم بذلك آلةً بيد المنافقين المتآمرين المروجين للشائعات .
هذا وسنتناول بالبحثخلال تفسير الآيات القادمةذنب اختلاق الشائعة ودوافعها ،والسبيل إلى مكافحتها ،بعون الله وتوفيقه .