/م11
16 - وَلَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُم مَّا يَكُونُ لَنَا أَن نَّتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ .
سبحانك: تعجب ممن تفوه به .
بهتان: كذب يبهت سامعه ويحيره لفظاعته .
لقد كان ينبغي أن تتحرج الألسنة من مجرد النطق بهذا الإفك ،وأن تتوقف عن الخوض فيه ،وأن تتوجه إلى الله تنزهه عن أن يدع نبيه لمثل هذا ،وأن تقذف بهذا الإفك بعيدا عن ذلك الجو الطاهر الكريم .
ونذكر في هذا المقام موقف زينب بنت جحش ( وهي التي تسامى عائشة في منزلتها ،وفي قربها من النبي صلى الله عليه وآله وسلم ) فقد سأل النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن عائشة ،فقالت: أحمى سمعي وبصري ،والله ما رأيت إلا خيرا .إن هذا النموذج الكريم هو الذي طالبت به الآية ،وأرشدت المسلمين إلى ما ينبغي قوله .
أي: هلا حين سمعتم هذا الإفك ،قلتم: لا يحل لنا أن نتكلم بهذا ،ولا ينبغي لنا أن نتفوه به ،سبحانك ربنا هذا كذب صراح ،يحير السامعين أمره ،لما فيه من جرأة على بيت كريم شهير بالعفاف والطهر ،ولما فيه من مس عرض ذلك البيت الطاهر بيت النبوة ،الذي هو في الذروة العليا من الإجلال والاحترام وعظيم المكانة .