{ وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ ( 129 )} أي تبنون أماكن وقصورا مشيدة مصنوعة صناعة محبوكة تبقي على الأزمان وتناطح الدهر ، لعلكم تخلدون ، أي ترجون لها أن تخلدوا فيها ، والمصانع جمع مصنع ، وهو مكان الصنع الجيد ، والصنع إتقان العمل ، ويقال للحاذق المجيد صنع بفتحين ، وللحاذقة المجيدة صناع ، ويقال صنّاع ، فالمصانع ، القصور المجود بناؤها ، المزخرف طلاؤها ، وكأنهم يرجون أن تكون جنتهم التي يخلدون فيها .
وقد بين سبحانه ، أنهم يبنون ، ويستعلون عابثين ، ويبنون القصور المشيدة لعلهم يخلدون ، وذلك لتكون لهم السلطة والقهر والغلب ، ولذا قال في وصفهم عز من قائل:
{ وَإِذَا بَطَشْتُم بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ} .