ابتدأ سبحانه وتعالى بأن خاطبهم أخوهم صالح ، يذكر لهم أنهم قد أوتوا نعما ، فلا يمكن أن يتركوا هملا من غير مسؤولية على ما حملوا من نعم ، فبقدر النعمة تكون النقمة ، كما قال تعالى:{ أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ ( 115 )} [ المؤمنون] فقال لهم{ أَتُتْرَكُونَ فِي مَا هَاهُنَا آمِنِينَ ( 146 ) فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ ( 147 ) وَزُرُوعٍ وَنَخْلٍ طَلْعُهَا هَضِيمٌ ( 148 ) وَتَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا فَارِهِينَ ( 149 )} .
أتتركونالهمزة للاستفهام الإنكاري بمعنى نفي الوقوع ، أي لا تتركون فيما هاهنا ، أي في هذا المكان آمنين ، أي لا تتركون في هذا المكان آمنين من الموت والحساب والعقاب أو الثواب إن حسبتم أنفسكم ، ولكن الموت حق عليكم وهو يأتيكم بكل الأسباب ، وذلك يستدعي أن تفكروا في عواقب أموركم ، ولا تحسبوا أنها نعمة لا حساب عليها ، ولا عواقب تعقبها ، إن خيرا فالنعيم بعدها ، وإن شرا فالعذاب الأليم من ورائها .