بعد ذلك أمر سبحانه وتعالى أمرين متعلقين بالدعوة ، فقال:
{ وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ ( 214 ) وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ( 215 ) فَإِنْ عَصَوْكَ فَقُلْ إِنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تَعْمَلُونَ ( 216 )} .
العشير القرابة القريبة ، والأقربين جمع أقرب ، وهو الأشد قرابة ، وقد جاء في مفردات الراغب ما نصه:
والعشير أهل الرجل الذين يتكثر بهم ، أي يصيرون له بمنزلة العدد الكامل ، وذلك أن العشرة هي العدد الكامل ، والمعنى أن العشير الأقارب الذين يعتز بهم ، ويحس بأنه منهم ، وأنهم منه ، أنه صلى الله عليه وسلم قد جاء في كتب السيرة وكتب السنة أنه عندما نزلت هذه الآية إنذار عشيرته صار النبي صلى الله عليه وسلم إلى الصفا ، ودعا قريشا ، ومنهم من حضر بشخصه ، ومن لم يحضر بشخصه وبعث من يسمع عنه وقال لهم:"يا بني عبد المطلب ، يا بني فهر ، يا بني لؤى:أرأيتم لو أخبرتكم بأن عيرا بسفح هذا الجبل تريد أن تغير عليكم صدقتموني ؟ قالوا:نعم ، قال:فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد .
دعاهم عليه السلام هذه الدعوة ، وهي أولى الدعوات ، وكانت الدعوات قبل ذلك دعوات خاصة للزوجة والأهل والأصدقاء ، فهذه أول دعوة عامة ، أو شبه عامة وعمومها جزئي على أي حال .
هذه دعوة من لم يكن مؤمنا