وقد ذكر سبحانه وصفا ثالثا ورابعا ، فقال تعالى:{ هُدًى وَبُشْرَى} ، أي أنه هو ذاته يهدي فهو بإعجازه وبلاغته وعباراته المحكمة ، يهدي النفوس الطالبة للحق المهتدية التي تتجه إلى الحق ، كما تتجه إبرة البوصلة إلى قطبها ، فهو في ذاته هداية ، وهو أيضا مشتمل على الهداية ، ففيه دعائم التوحيد ، وصور الكون الهادية ، وآيات الله البينات في الأحكام الشرعية ، والمواعظ والعبر ، وقصص الماضين من الأنبياء ، وإن في قصصهم لعبرة لأولي الأبصار . والقرآن نور لا يرى نوره إلا المبصر ، وغذاء للأرواح ، ولكن لا يتغذى به إلا الأصحاء ، وشفاء ، ولكن لا يشفي به إلا من كان قابلا للشفاء ، ولذا قال فيمن ينتفعون ببشراه ، وهي الوصف الثاني الذي معناه أنه يبشر المؤمنين بالجنة والنعيم فقال:للمؤمنين .