قال لهم صالح رأفة بهم ، وإن كانوا يرأفون بأنفسهم ،{ يَا قَوْمِ لِمَ تَسْتَعْجِلُونَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ} ، ابتدأ بالأمر الذي يربطه بهم ، ويوجب محبتهم والحدب عليهم ، وهو أنهم قومه الذين يرتبط نسبه بنسبهم ، تنبيها لهم إلى ما فيه رحمتهم{ لِمَ تَسْتَعْجِلُونَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ} ، أي تطلبون في استعجال الأمر الذي يسوء وهو العذاب الأليم الذي تهددون به ، وهو العذاب الذي يسوء ، وتقدمون ما يسوء على الحسنة ، وهو الإيمان الذي هو حسن في ذاته ، وحسن لكم إذ من ورائه الثواب بدل العذاب ، والاستفهام هنا للاستغراب ، وللتوبيخ ، ولبيان أنهم يطلبون ما فيه الأذى بدل ما فيه الإكرام والثواب ، وينبههم إلى ما يجب أن يطلبوه ، وهو مغفرة الله والإيمان به ، فهو طريق الخير ، فيقول:{ لَوْلَا تَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} و( لولا ) هنا للحض على طلب المغفرة ، أي هلا تطلبون مغفرة الله رجاء منكم أن ترحموا بالإيمان بالله وحده ، وترك الشرك ، والإذعان لله تعالى ، ففي هذا رحمتكم ، وأن توقوا عذاب الجحيم ، ولكنهم يلجون في الكفر ، ويتهمون نبيهم بأن دعوته شؤم عليهم .